أنطونيادس
الحديقة والقصر
 |
| صورة للجهة الخلفية لقصر أنطونيادس 2015 |
في إسكندرية اليوم المتدهورة لا يقوم لا الناس و لا بلدية المدينة بإنشاء الحدائق , و لكن في شبح الإسكندرية الأنيقة كانت الحدائق منتشرة إما من صنع البلدية أو حول المنازل
حديقة مهملة تحوي قصرا قديما متدهورا مخلع الشبابيك, لون الشيش برتقالي غريب على الألوان المعتادة للشيشان في المدينة و من الواضح أنه لم يكن اللون الأصلي للشيش, تؤكد على ذلك الصور القديمة للقصر
هنا هي صورة موجودة على الانترنت لمصور مجهول
 |
| صورة لقصر أنطونيادس |
يرجع إنشاء الحديقة إلى عصر البطالمة و بالطبع كان أكثر إتساعا مما هي عليه اليوم, اسم الحديقة القديم "ايلوزيس" "Eleusis" أي جنات النعيم,
هنا جزء مقتطع من خريطة نيروتسوس للإسكندرية القديمة بكتابه الذي نشر عام 1888 توضح مكان إيلوزيس الخضراء
خريطة نيروتسوس
*تاسوس ديميترويوس نيروتسوس(1826-1892) طبيب يوناني كان مهتما بآثار الإسكندرية القديمة وقد أهدى مجموعته الأثرية للدولة
نشرت هذه الخريطة في كتابه
“Alexandrie L’acncienne ,étude archéologique et topographique” أو "الإسكندرية القديمة,دراسة أثرية و طبوغرافية", تم تكريمه بوضع اسمه على شارع قريب من المتحف اليوناني الروماني , امتداد شارع البطالسة, تم تغيير الإسم!!!!!!! و ستجد على لافتة الشارع حتى الان “نيروتسوس سابقا”
في القرن التاسع عشر كان الحدائق ملكا لليوناني “باستريه”,اشتراها محمد علي باشا عام 1820 في فترة شق ترعة المحمودية و تطوير المنطقة, قام الخديو إسماعيل بتوسيع الحديقة حتى وصلت إلى نادي سموحة الحالي,عام 1860 اشترى “سير جون أنطونيادس” الحديقة و القصر.
هنا مجموعة صورتها للحديقة المحيطة بالقصر,الحديقة ذات البوابة الحديدية الصغيرة التي يدفع لها الزائر تذكرة إضافية
قام أنطونيادس بجمع تماثيل من المرمر لالهة الإغريق , و مجموعة من تماثيل المستكشفين التي تسمى الان"حديقة المشاهير"
تمثال كريستوفر كولومبوس بحديقة المشاهير
توفى أنطونيادس عام 1895 تاركا لإبنه “أنطوني” وصية بإهداء القصر و الحدائق إلى بلدية المدينة لتكون هبة منه لأهالي الإسكندرية .نفذ أنطوني الوصية عام 1918 و تسلمت بلدية الأسكندرية القصر و الحدائق و حولته إلى قصر ضيافة واستضاف القصر العديد من الشخصيات و الأحداث الهامة على سبيل المثال: شهر عسل الأميرة فوزية و شاه إيران محمد رضا بهلوي , زوجو الأول ملك ألبانيا المنفي ,توقيع معاهدة الجلاء 1936 بين حكومة الوفد و الحكومة الإنجليزية,الاجتماع التحضيري لجامعة الدول العربية 1946.
بعض تماثي المرمر كمجموعة "ربات الفصول الأربعة" تم نقلها بينما بقيت مجموعة كبيرة من التماثيل بالحديقة حتى الان
تمثال من المرمر بحديقة أنطونيادس
و أعمدة ذات تيجان
تاج عمود بحديقة أنطونيادس
أحواض زرع فارغة مشغولة بتفاصيل دقيقة
تفاصيل على حوض زرع بحديقة أنطونيادس
المبنى المتدهور للصوبة الملكية: هي صوبة نباتية مشغولة بالحديد و مكسوة بالزجاج,صوبة أنيقة وواسعة , لايختلف حالها عن حال القصر,زجاج متكسر و أحواض زرع فارغة
الصوبة الملكية بحديقة أنطونيادس
إسطبل الخيل
إسطبل الخيل
حتى عدة أعوام مضت كنت تجد الجنانينية كبار السن يعملون في الصباح, الان هم غير موجودين
تذهب للحديقة في الربيع,تذهب في الخريف سيان,الشجر مهمل و الحديقة غير نظيفة و المباني في حالة سيئة
في سبتمبر 2005 أعلن مركز دراسات الإسكندرية و البحر المتوسط "Alexmed" رسميا في نشرته الإخبارية الأولى أن القصر أصبح جزءا من مكتبة الإسكندرية و أنه سوف يكون مقرا للAlexmed و أنهم بصدد البحث عن تمويل لتجديد و تمويل القصر.
-في يوليو 2006 أعلنت مؤسسة أوناسيس للثقافة في موقعها الرسمي عن توقيع بروتوكول تعاون مع مكتبة الإسكندرية في 2 إبريل من العام نفسه و قد وقع الاتفاقية مدير مكتبة الإسكندرية مع رئيس المؤسسة بحضور محافظ المدينة و ينص الاتفاق على أن تنفق المؤسسة 250000دولارا أميريكيا على الأقل لتجديد القصر و ترميمه
لا أعلم تحديدا متى بدأ ترميم القصر ولا متى توقف, حاولت البحث عن سبب توقف الترميم و ترك القصر في هذه الحالة المزرية ولم استطع التوصل لمعلومات,لقد أصبح القصر أسوأ مما كان عليه
صورة لقصر أنطونيادس بعد توقف الترميم
نصيحة للزائر العادي: لا تذهب للحديقة في الربيع, ذهابك في الخريف و الشتاء حيث الأوراق المتساقطة و الغيوم يجعل الحديقة في عينيك أجمل, فالشتاء و الخريف يضعا قناعا على حالة الإهمال.
نصيحة لمن سيذهب للحديقة للتصوير الفوتوغرافي: -لا تذهب في الصيف , السماء الزرقاء تجعل خلفية الصورة مملة. اختر فصلا اخر
نائلة
* اشتركت بأغلب هذه الصور في معرض “مسارات في المدينة” بمركز الجيزويت الثقافي بالإسكندرية-نتاج ورشةمع مجموعة من الباحثين و المصورين المتطوعين تحت إشراف الكاتب المعروف أ/علاء خالد- في فعالية من احتفالية “أيام التراث السكندري 2015” الذي يقميه مركز الدراسات السكندرية سنويا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق